أخبار عاجلة
كريم حامد: ميكالي تواصل معي مؤخرًا -
نصر أكتوبر وثقة العرب -
المقاولون 2009 يحقق فوزًا ثميناً على الاتحاد -

شباب الجيل الجديد عاشوا أجواء حرب أكتوبر لحظة بلحظة.. «أنا جدي البطل»

شباب الجيل الجديد عاشوا أجواء حرب أكتوبر لحظة بلحظة.. «أنا جدي البطل»
شباب الجيل الجديد عاشوا أجواء حرب أكتوبر لحظة بلحظة.. «أنا جدي البطل»

كتب ومناهج دراسية، أفلام تحكى الانتصار العظيم للجيش المصرى، جميعها كانت وسائل للجيل الجديد لمعرفة ما حدث خلال حرب أكتوبر 73، وعلى الرغم من أنه لم يعاصر تلك الحقبة من الزمن العظيم، أو الشعور بمعنى استرجاع العزة والكرامة، إلا أنه عاشها وكأنه على أرض الواقع من حكايات أجداده الأبطال، الذين سطروا التاريخ بشجاعتهم، وكان لهم دور كبير فى تعريف الأطفال بقوة وبسالة الجنود وقهر العدو، لتكون هناك روايات وحكايات البطولات للأحفاد، يصفون بها الفرحة والأمل والبهحة التى شعر بها كل مصرى منذ يوم العزة والكرامة، اليوم الذى تحدى فيه الجيش العظيم المستحيل وقهره ببسالة وقوة أثبتت قدرته على تخطى الصعاب، وحققت معجزة العبور، ليظل خالداً فى وجدان المصريين تتوارثه الأجيال على مر العصور. وفى ذكرى الاحتفال بنصر السادس من أكتوبر، تستعرض «الوطن» قصص وحكايات وذكريات الحرب، التى نقلها الأبطال من أرض الواقع إلى الأحفاد تحت عنوان «جدى البطل»، ومدى تعلم هؤلاء الأطفال من قوة وشجاعة أجدادهم.

«حازم»: جلسات حمودة عبداللطيف لم تخلُ من حب الوطن وأمجاد سيناء

علاقة قوية جمعت بين الجد والحفيد، الذى تربى على حب الوطن، والحفاظ على كرامة وعزة الأرض، إذ كان البطل حمودة عبداللطيف، أحد جنود المظلات بحرب أكتوبر 73، بمثابة الأب والأخ والصديق لحفيده «حازم»، صاحب الـ16 عاماً، خاصة بعد وفاة الابن، كان يشاركه كل تفاصيل الحرب؛ ليشعل الحماس بداخله ومعرفة مدى بشاعة العدو، خاصة أن انتصارات أكتوبر خلدت بدماء أبناء الوطن.

حينما انضم «حمودة» إلى الجيش قبل الحرب بـ3 أعوام، وشاهد مدى قوة وشجاعة الجنود المصريين ومدى تحملهم الصعاب، خاصة وقت الحرب، عاهد نفسه أنه سيربى أبناءه على حب الوطن والدفاع عنه، وهو ما حدث بالفعل مع ابنه «محمد» وحفيده «حازم»: «جدى كان كل حاجة بالنسبة لى، خاصة بعد وفاة والدى اللى يعتبر مش فاكر غير حاجات بسيطة تجمعنى بيه».

5298872391728147704.jpg

فى ذكرى أكتوبر من كل عام، كان الجد «عبداللطيف» يجتمع بأحفاده، خاصة «حازم»، ويجلسون جميعاً أمام شاشة التليفزيون، التى توثق أحداث الحرب وقهر العدو بكل شجاعة وقوة، وفرحة المصريين بالنصر العظيم، خاصة بعد سنوات من نكسة حرب 67 والاستنزاف، ليستمع ويشاهد الأطفال وسط حالة من الفخر والاعتزاز بأن أحد الأبطال يجلس بينهم.

«جدى لما كان بيتكلم عن الحرب نبرته كانت بتتغير وبتقوى، كأنه بيحكى وهو على أرض سيناء الحبيبة، لدرجة أنه تمنى يرجع يحارب من تانى»، حسب تعبير «حازم»، مشيراً إلى أنه عاصر الحرب بأدق تفاصيلها وكأنه كان موجوداً فى ذلك الوقت، بسبب أحاديث جده التى لم تنته.

على الرغم من صغر سن حفيد البطل «حمودة»، الذى رحل خلال الأيام الماضية، قبل أن يحيى ذكرى أكتوبر المجيد، فإن «حازم» يدرك جيداً ما فعله وتحمله الجنود من صعاب لاسترجاع قطعة من قلب الوطن، وبسبب ما كان يسمعه من جده، أخذ عهداً على نفسه أن يكمل مسيرته ويروى حكاياته لأولاده وأولاد أولاده فى المستقبل، مشيراً إلى أن ذكرى أكتوبر هذا العام سيشارك بها الجد فى المقابر: «جدى بطل فى كل وقت».

«محمد»: خليل إبراهيم خاض 5 حروب.. وبرع فى إصلاح المعدات

حب الوطن وحمايته يتغلغل فى نفس كل مصرى، مشاعر تدفع الجميع لبذل كل الجهود للحفاظ على الأرض، هكذا استطاع البطل خليل إبراهيم الانضمام إلى الجيش المصرى، دون أن يكون مجنداً أو ضابطاً، بل كان مواطناً مدنياً أراد الحفاظ على وطنه، فكان ضمن من يعملون على إصلاح معدات ميادين الحرب.

يحكى الحفيد محمد عبدالمنعم، 34 عاماً، أنه بعد انتهاء حرب أكتوبر بـ5 سنوات، توفى البطل خليل إبراهيم، إلا أن حكاياته وشجاعته لم تمت حتى الآن، وستُروى للأحفاد: «أنا ماشُفتش جدى إطلاقاً، والقدر لم يُتح لى أن أراه إلا فى الصور فقط.. من كتر ما بسمع عنه وعن بسالته فى الجيش وإصراره إنه يكمل فى الجيش رغم إصابته كنت أتمنى أعيش معاه وأشوفه على الحقيقة».

17010646321728147708.jpg

ويروى أن جده التحق بالجيش المصرى كأحد أبنائه منذ عام 1956، وعاش 5 حروب منذ ذلك الوقت وهى حرب 56، وحرب استقلال اليمن، التى ظل بها 4 سنوات، ونكسة 67، فضلاً عن حرب الاستنزاف، وأخيراً انتصار 73.

لم يكن البطل خليل إبراهيم هو فقط من شارك فى انتصار أكتوبر 73، بل كان هناك اثنان من أبنائه أيضاً وهما «صلاح وعادل»، وعلى الرغم من إصابته بعد الحرب التى أخرجته من الجيش المصرى بقرار طبى قبل أن يبلغ السن القانونية، فإنه أصر على بقاء ولديه فى خدمة الوطن.

حينما كبر «محمد» وأدرك عظمة ما فعله جده وأعمامه، انتابته حالة من الفخر والاعتزاز كونه ينتمى إلى مثل هذه العائلة، وفى كل جلسة تجمعه بأصدقائه أو غيرها تصبح حرب أكتوبر وما فعله الجنود محور الحديث: «الأرض عرضنا اللى قدرنا نحافظ عليه ونرجّع هيبتنا وسط الدول ونعرّف العالم كله مين هى مصر وجيشها قادر يعمل إيه.. وفى كل عام فى ذكرى أكتوبر نروح المقابر لزيارة البطل ولو ماقدرناش نعمل ختمة قرآن على روحه».

«أبرار»: بيت محمد العباسى مزار للنصر.. وسيرته باقية

رفع العلم على الأرض المحتلة، يعلن الانتصار القوى الذى حققه الجيش المصرى فى حرب أكتوبر 73، وتحرير أرض سيناء لتعود إلى قلب الوطن الحبيب، ويصبح الجندى الباسل صاحب أشهر علامة نصر فى التاريخ، وهو البطل محمد محمد العباسى، الذى اشتُهر فى محافظته الشرقية بـ«محمد البطل»، اللقب الذى تحلى به أبناؤه وأحفاده منذ انتصار أكتوبر. سنوات طويلة عاشها البطل محمد العباسى بعد انتهاء حرب أكتوبر وسط أبناء قريته، حتى فارق الحياة منذ 5 سنوات، ليصبح منزله منصة شاهدة على قوة وشجاعة الجنود المصريين فى استرجاع أرض سيناء الحبيبة، إذ كان البطل يجلس ويحيط به أبناؤه وأحفاده وجيرانه، للاستماع عن ساعات الحرب التى عززت كرامة وهيبة الشعب المصرى أمام الشعوب الأخرى.

5780243581728147706.jpg

«إحنا ماشُفناش ولا عشنا أيام حرب أكتوبر، ولكن جدى كان حريص إننا نسمع حكاياتها من الأول للآخر، وما اكتفاش بمرة أو اتنين، طول حياته بيتكلم عن شجاعة جنودنا، كنا نشوف الحماس فى عنيه كأنه لسه بيحارب»، هكذا عبّرت أبرار نصر، حفيدة البطل محمد العباسى، مشيرة إلى أنها لم تصدق مدى شجاعة الجنود البواسل. بعلامات من الفخر والاعتزاز، كان أحفاد أول من رفع العلم على أرض سيناء، يستمعون لجدهم وحكايات الحرب التى لا تنتهى، لدرجة أن الشباب تمنوا لو أنهم عاصروا وقت الحرب لمساندة جيشهم الباسل: «البلد كلها كانت تيجى عندنا البيت فى ذكرى انتصار أكتوبر كل سنة وجدى يفضل يحكى عن الحرب ويشيد بالعزيمة والإصرار على استرجاع سيناء الحبيبة» حسب «أبرار». حب الوطن غريزة فى قلب كل مواطن، لكن حكايات حرب أكتوبر تدفع الجميع إلى أن يفدى الوطن بروحه وينمى بداخلة عزة وكرامة الحفاظ على الأرض: «جدى كان بيعلمنا دايماً إزاى ندافع عن أرضنا وعرضنا فى كل وقت، مش شرط ندخل الجيش عشان نحميها، وعلمنا إن الدفاع عن الوطن واجب علينا وغريزة فينا.. لازم نشجع أولادنا عليها ونكبّرهم على تقدير قيمة الأرض والوطن».

«فرح»: سجلت شجاعة رشوان عبدالعزيز بصوتى وقلمى

أبطال حرب أكتوبر، ووجودهم وسط أسرهم، يعد رسالة قوية للأجيال القادمة، لإيصال فكرة مدى تحمل الصعاب فى كل وقت وحين، خاصة أن تلك الصعاب لا تقارن بما حدث خلال حرب 73، وهو ما أثبته البطل رشوان عبدالعزيز، ومدى قدرته على إدارة المواقف، نتيجة ما مر به، وجعله فخراً لحفيدته «فرح»، التى تمنت أن تصبح مثله فى يوم ما.

حكايات نصر أكتوبر لم ولن تنتهى مدى الحياة، فهى تورث من جيل إلى آخر، سواء كان الأحفاد أم الأصدقاء والجيران: «جدى لوالدتى بطل عظيم، رجل حرب بجد.. بافتخر كونى حفيدته وأنتمى إليه.. وجوده كان الأمان بالنسبة لى وهيفضل مصدر فخر لينا مدى الحياة»، وفق تعبير فرح سامح، حفيدة البطل رشوان عبدالعزيز، مشيرة إلى أنها دائماً ستتذكر البطل فى ذكرى أكتوبر، خاصة بعد أن فارق الحياة العام الماضى: «جدى بطل وهو عايش وهو ميت».

9646608461728147713.jpg

«سمعنا حكايات أكتوبر كتير جداً.. كل مرة بنكون قاعدين فيها مع جدى كان بيحكى عن صعوبات الحرب وإزاى دُمر خط بارليف وفرحة النصر وسط الجنود كانت عاملة إزاى»، حسب «فرح»، مشيرة إلى أن جدها البطل كان ينتمى إلى سلاح المشاة حينذاك، كما أن حكاياته أصبحت بمثابة حدوتة قبل النوم من كثرة تكرارها: «بقينا عايشين معاه الأحداث من كتر ما حكالنا».

«لما كنت باسأله عن صفاته إنه هادى وحكيم، كان يقول لى أنا راجل حرب كنت باشوف زمايلى بيموتوا قدامى» وفق «فرح»، موضحة أن هناك مواقف عديدة كانت تشعر بالغرابة تجاهها منها: «إزاى الجنود الأبطال فى أصعب الأوقات كانوا بيهونوا على نفسهم مع إن كل واحد فيهم رايح وهو مش عارف إذا كان هيرجع تانى ولا لأ».

«واخداه قدوتى ومثلى الأعلى فى حياتى وبتباهى بيه وسط أصحابى»، على حد تعبير «فرح»، مشيرة إلى أنها تحكى لأصدقائها ما كانت تسمعه من حكايات النصر، وتسرده على ورق أبيض، أو تتحدث عنه فى الإذاعة المدرسية فى كل ذكرى.

«جميل»: أحمد عقاب التحق بالجيش لأخذ حق شهداء النكسة

على الرغم من مرور 51 عاماً على حرب أكتوبر 73، إلا أن حكاياتها لم ولن تنتهى مدى الحياة، حكايات تُروى من الأجداد الأبطال إلى الأحفاد، حتى إذا لم يكن «البطل» ذاته هو من يروى حكاياتها، وهو ما حدث مع الشاب أحمد جميل، الذى سمع عن بطولة جده الشهيد أحمد أحمد عقاب، الذى سطَّر تاريخ بطولته عندما استشهد فى حرب أكتوبر، من والدته.

سنوات طويلة مرت على استشهاد الشهيد البطل أحمد عقاب، أحد جنود القوات المسلحة فى حرب أكتوبر، إلا أنه ما زال مصدر فخر كبير لعائلته، خاصة الأحفاد الذين يتغنون بسيرته وبسالته خلال الحرب، وفى مقدمتهم حفيده «أحمد»: «ماما كانت صغيرة لما جدى الشهيد اتوفى، ولكن العيلة كلها كانت بتتكلم عنه وما زالت لحد دلوقتى، وخاصة وقت ذكرى أكتوبر، إحنا فخورين أكيد بوجود بطل زيه فى عيلتنا اسمه مصدر اعتزاز وفخر كبير، وهنفضل نحكى عنه للأجيال الجاية».

18043193811728147718.jpg

سيرة الشهيد البطل تزين جدران منزله، وتروى حكاياته للأطفال والأحفاد حتى الآن: «تعاملاته الحلوة مع أهله واخواته خلت الناس كلها ماتنساهوش لحد دلوقتى.. عاش حياته بيحب الوطن، وكان حابب إنه يروح الجيش، خاصة بعد نكسة 67 وكأنه كان عارف إنه هيجيب حق شهداء النكسة»، وفق تعبير صاحب الـ19 عاماً، مشيراً إلى أن الأسرة بمحافظة سوهاج، فى ذكرى أكتوبر، تحتفل به بمختلف الطرق.

خلال فترة الدراسة، يُدرِّسون الأطفال ما حدث خلال حرب أكتوبر، إلا أن «أحمد» علم عن تلك الحرب منذ صغره، بعد إدراكه خبر استشهاد جده: «فيه تفاصيل كتيرة ماكنتش أعرفها لما كانوا بيحكوا عن الشهيد وشجاعته.. لكن لما كبرت بدأت أعرف كل تفاصيل الحرب علشان أربط الحكايات ببعضها، سواء خلال الدراسة أو من التليفزيون ووسائل التواصل».

طيبة القلب والمرح، صفات تحلى بها الشهيد البطل أحمد عقاب. خلال الزيارة الأخيرة لمنزله قبل الذهاب إلى كتيبته كان يود شقيقاته ببسمة هادئة وكلمات حنونة، لدرجة أنه لم تستوعب أى منهن خبر استشهاده الذى علمن به بعد انتهاء الحرب بما يقرب من شهرين: «حسب ما حكوا قدامى إنه طول عمره محبوب وبشوش، وكان روح والدته بسبب حنيته عليها.. ولما عرفت خبر استشهاده عجزت عن الحركة مابتقدرش تمشى وكانت رافضة إن اسم الشهيد يكون على مكان فى البلد بسبب حزنها عليه».

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق حي شرق بالإسكندرية يستقبل 14 شكوى عبر شباك المواطنين
التالى معرض الرياض الدولي يناقش إشكالات "الكتاب العربي والحضور العالمي"