اللواء محيى نوح أحد أبطال الصاعقة : معركة رأس العش كانت رمزاً للصمود والثأر ورفع معنويات الجيش المصرى والشعب

قتلنا وأصبنا 430 جندياً إسرائيلياً، وتدمير 17 دبابة و77 مركبة، وأسر أول جندى إسرائيلى

معجزة حرب أكتوبر هو الجندى المصرى.. والعزيمة والإرادة فوق أى عتاد عسكرى

أقول لشبابنا اعملوا وجدّوا واجتهدوا من أجل مصر وحافظوا على مكتسباتها وقفوا خلف جيشكم وقيادتكم

بسم الله.. الله أكبر.. كانت صيحة النصر فى حرب أكتوبر المجيدة، التى اسقطت اسطورة الجيش الذى لايقهر فى ٦ ساعات، كانت نتيجة اعداد وتخطيط، وبذل، وعطاء، من أجل تحرير الأرض، والانتقام لما حدث بنكسة ٥ يونيو ٦٧، واليوم نحن مع بطل من خير أجناد الأرض الذى يمثل نموذجاً للجندى المصرى والجندى هنا سواء ضابط أو جندى، هو جندى فى الجيش المصرى لبى النداء منذ حرب اليمن إلى حرب أكتوبر، أى أكثر من ٨ سنوات يدافع بجسده عن تراب وطنه، دون ضجر أو اعتراض، لأنه تم فطامه هو وجنود مصر على حب وعشق الوطن، البطل المصرى اللواء محيى نوح يعتبر من أساطير الصاعقة المصرى، وأحد مؤسسى الكتيبة ١٠٣ والمجموعة ٣٩ قتال أبطال معارك حرب الاستنزاف، ومعركة رأس العش، الذين رفعوا معنويات الجيش المصرى، بل والشعب المصرى، بعد أن حققت انتصارات ضخمة على كل الجبهات أدت إلى قتل وإصابة 430 جندياً إسرائيلياً، وتدمير 17 دبابة و77 مركبة، وأسر أول جندى إسرائيلى، وكانت مفتاحاً لنصر حرب أكتوبر المجيدة، وكان تكريم الرئيس عبدالفتاح السيسى لهؤلاء الابطال فى ذكرى اليوبيل الذهبى بمرور ٥٠ عاماً على حرب اكتوبر خلال الندوة التثقيفية، هو وسام جديد على صدر هؤلاء الأبطال، وعن مسيرة البطل نوح خلال فترة خوضه معارك النصر، سألنا البطل داخل بانوراما أكتوبر.

< ما أهم الذكريات منذ دخولك الكلية الحريية وحرب اليمن؟

<< بدأت الحكاية عام ٦٠ / ٦١، عندما حصلت على الثانوية العامة بمجموع ٦٧% وكونى حاصلاً على بطولات رياضية أضيف لى ١٠%، و دخلت كلية الطب جامعة القاهرة، وفى تجارب للملاكمين فى الاسكندرية حضرها العقيد على شفيق مدير مكتب المشير عبدالحكيم عامر أعجب بلعبى وتفوقى وهزيمتى للمنافس من القوات الجوية، طلب منى دخول الكلية الحربية ودخلت الكلية الحربية ١٩٦١، وكنت متفوقاً رياضياً وتخرجت من المتقدمين على دفعتى، ووزعت على قوات الصاعقة وهناك أخذت فرقة معلمى صاعقة رقم ٥٣ الأول بامتياز وخدمت بعدها فى مدرسة الصاعقة متنقلاً بين أفرعها الجناح الاساسى، ثم الجناح الراقى، والجناح الخاص، وجناح الجبال، إلى ان بدأوا فى تكوين الكتيبة ١٠٣ صاعقة، وبعد الانتهاء من تأسيسها ذهبنا بها إلى اليمن فى شهر ٢ عام ١٩٦٤ حاربت فوق جبال اليمن وسهولها وصحرائها ومناطقها المبنية، تعلمت فنون القتال فى مدرسة الصاعقة، وفى اليمن أصبت فى اليمن نتيجة للمعارك القوية التى خضتها ورقيت استثنائى فى اليمن لرتبه النقيب المحلى، بعد ان خضت هناك معارك كثيرة أعطتنى الخبرة فى القتال فى حرب الاستنزاف واكتوبر ٧٣، وعدنا من اليمن على صوت الأغانى الوطنية للرائع عبدالحليم حافظ اغنية بالاحضان ياب لدنا الحلوة بالأحضان.

* ما المعارك التى خضتها قبل حرب أكتوبر وبعد العودة من اليمن؟

< خضت مراحل مختلفة من الحروب قبل حرب أكتوبر 73 العظيمة، وأصبت أثناء العمليات التى شاركت بها ما بين النكسة وانتصارات أكتوبر، 4 مرات، وهى بمثابة 4 أوسمة على صدرى، كما شاركت فى 92 عملية مختلفة أثناء هذه الفترة، منها عمليات إغارة وكمائن وعمليات خلف الخطوط، إضافة لعمليات الاستطلاع، وعمليات داخل إسرائيل نفسها، مثل منطقة بيسان، ومنطقة سيبون، ومنطقة إيلات، وقبل ٥ يونيو ٦٧، توجهنا لمدينة شرم الشيخ ثم صدرت تعليمات لنا بالتحرك نحو رأس محمد، يوم 5 يونيو 1967، وعلمنا أن إسرائيل ضربت المطارات المصرية، وكذلك السلاح الجوى، كما هاجمت إسرائيل المواقع الأمامية كلها، ولم يكن لدينا أى غطاء جوى واضطررنا للانسحاب، وصدرت إلينا أوامر بالتحرك من رأس محمد إلى الإسماعيلية، وفى طريقنا قالوا إن هناك تعليمات بالانسحاب، وبناءً على هذا الانسحاب حدثت خسائر كثيرة. وأثناء وجودنا باﻹسماعيلية وردت إلينا تعليمات بشأن التصدى إلى لواء مدرع إسرائيلى ينوى احتلال مدينة القنطرة، وكان عددنا 200 فرد، فقمنا بعمل حفر برميلية وتقابلنا مع اللواء المدرع فى منطقة جلبانة، وبدأ الطيران الإسرائيلى يقصف الموقع، حيث استطعنا تدمير عدد كبير من دبابات العدو، ثم بدأ اللواء المدرع فتح تشكيله واتجه نحو القنطرة، ثم توجهت بعدد من المصابين إلى منطقة الكاب ومنها إلى الضفة الغربية للقناة، حتى وصلنا إلى بورسعيد بمدرسة أشتوم الجميل، ثم كلفت بأخذ البلنصات إلى بحيرة البردويل ﻹحضار الشاردين والمصابين وكنا نرتدى ملابس مدنيين.

*  كيف خضتم معركة رأس العش وما أثرها داخل الجيش؟

<< معركة رأس العش كانت رمزاً للصمود والثأر ورفع معنويات الجيش المصرى، والشعب، وبدأت بوجود تعليمات بتحرك لواء مدرع ولواء مشاه إسرائيلى من العريش ليحتل القنطرة، وتقابلنا معهم فى منطقة جلبانة يوم ٦ يونيه، وفى آخر ضوء حفرنا حفر برميلية لكل فرد وكان معنا عربتان صواريخ كتيبة صاعقة مقابل اثنين لواء إسرائيلى، واستمرت المعركة حتى آخر ضوء يوم ٧ يونيه، واستمررنا فى القتال ضد دبابات ومشاه، ومدفعية، وطيران العدو دون ان نترك الموقع حتى دخلت دبابات العدو تعاملنا معها بكل الأسلحة، كان معنا آر بى جى رقم ٢ ضعيف استخدمنا القنابل اللاصقة حتى داسو على الافراد ووصلوا إلى القنطرة عند آخر ضوء، ويوم ٧ يونيه أخذت قواتى واتجهت إلى القنطرة ومنها إلى مدرسة اشتوم الجميل ببور سعيد ومنها جبنا عدداً كبيراً من الشاردين عن طريق بحيرة البردويل كنت فى هذا الوقت قائد سرية صاعقة، ووضعت فصيلة فى رأس العش، وفصيلة فى التينة، وفصيلة فى الكاب، و يوم ٣٠ يونيه توجهت قوه كبيرة إسرائيلية من الدبابات عددهم ١٣ بالإضافة للمشاة والمدفعية، وجاءت فصيلة من الكتيبة ٤٣ صاعقة التى كان يقودها الملازم فتحى عبدالله والشهيد الجزار، ورقيب حسنى سلامه، تحت إشراف الرائد سيد الشرقاوى، والرائد أحمد شوقى، والملازم معتز الشرقاوى، والنقيب سيد امبابى، والملازم اول نادر عبدالله ومن الكتيبة ١٠٣ صاعقة انا والملازم عبدالله الزهيرى، والملازم خليل جمعة، حتى وصلت قوات العدو الساعة ٨ امام رأس العش ودارت المعركة لمده سبع ساعات حصل فيهم خسائر كبير للعدو وبعض الخسائر فى قواتنا ولم يستطيع العدو احتلال بور فؤاد حتى ٧٣، وفى يوم ٨ يوليو حاول العدو يعمل موقع امام راس العش وكانت تعليماتى فتح النيران عليهم كان ٤ عربات نصف جنزير ودبابتين ضربت الطلقة الأولى أصابت إحدى الشرفات، فتحت قواتى النيران عليهم، وتم تدمير ٤ عربات ودبابة، و نزلت من فوق فنطاس المياه وجريت بجانب الدبابة التى كانت تنسحب، وأصبتها إصابة مباشرة، وهذا هو المقاتل المصرى قوة، وعزيمة، و شجاعة، أما النصر، أو الشهادة، بعدها هاج العدو بعد ان وجد عرباته ودباباته تحترق، وبدأ ضرب طيران العدو بوحشية، وأصبت انا من ضرب طيران العدو ونقلت لمستشفى بور سعيد ثم جاءت التعليمات للتحرك للقاهرة.

< لماذا سميت المجموعة 39 قتال بهذا الاسم وما أكبر عملياتها قبل الحرب؟

<< بعد معركة رأس العش اتجهنا إلى القاهرة للعمل مع فرع العمليات الخاصة مع المقدم إبراهيم الرفاعى الذى كنت أعرفه من اليمن فرحب بى وطلب منى اختيار أحسن العناصر من الكتيبة للعمل معه وعودة الآخرين اخترت فى حدود سرية وكان بالفرع فصيلة صاعقة بحرية بالإضافة إلى فصيله صاعقة وبأننا نشتغل عمليات تحت مسميات مختلفه الفدائيين المصريين منظمة سيناء العربية الكوماندز المصريين حتى تم عمل ٣٩ عملية فأطلقنا عليها المجموعة ٣٩ قتال، وعملنا ٩٢ عملية بين عمليات اغارة وكمائن وداخل إسرائيل نفسها ضرب نيسان وسيدوم وايلات وضرب مواقع خط بارليف وعمل كمائن بين مواقع العدو كسرنا الحاجز النفسى بين الجندى المصرى والاسرئيلى كانت نتيجة عملياتنا خلال حرب الاستنزاف تدمير ٧٧ عربة نصف جنزير، وتدير ١٧ دبابة، و٤٣٠ بين قتيل ومصاب إسرائيلى والحصول على أول اسير إسرائيلى يعقوب رونيه.

وأدت تلك العمليات إلى رفع معنويات قواتنا وخفض معنويات العدو، حيث انتقمنا للشهيد البطل الفريق عبدالمنعم رياض بتدمير موقع لسان التمساح أمام مدينة الاسماعيلية، وكان يقود العملية المقدم إبراهيم الرفاعى وأنا كنت قائد مجموعة اقتحام ورجائى ومحسن ووئام وعالى ووسام وماجد وسمير من البحرية منطقه الإنزال تم تدمير الموقع كامل، وقتل ٤٤ فرد إسرائيلى أصبت فى هذه المعركة، ومعى زميل الجيزى، وقد زارنى الرئيس جمال عبدالناصر وكان لقاء رائع قال مطالبكم ايه طلبت الاستمرار فى القتال أكثر وتطوير السلاح قال على المستوى الشخصى تطلب ايه قلت اطلب اطلع العملية الجاية مع زملائى، وإنا مصاب ابتسم الرئيس وطلب تنفيذ مطالبنا، بعدها بشهرين ونصف تم عمل عمليه على نفس الموقع واصبت فيها كذالك واستشهد منا تسعة مقاتلين وإنا فى منتصف الموقع حصل انفجار فى مجموعتى نتج عنه اصابتى فى ظهرى والجندى خلفى انفتح بطنه حملته اختلط دمى بدمه لا فرق بين كونه مسلم أو مسيحى لا يمكن أن أتركه للعدو وعبرت به كما علمنا بعد ذالك ان هناك معلومات تسربت عن العملية وتم إعدام من سربها وإعدام صديقته "الخاين ملوش غير الاعدام" وأتذكر تدمير مطار الطور يوم ٢ مايو ١٩٧٠ قبل ان تصله جولدا مائير لرفع معنوياتهم وتم تدمير الموقع وحصل لى بعض المواقف الصعبة.

< حدثنا عن حرب أكتوبر وكيف استعد الأبطال واهم العمليات؟

<< معجزة حرب اكتوبر هو الجندى المصرى، وهو ما اعترف به اكبر قادة العدو، والذى اثبت ان العزيمة والإرادة فوق اى عتاد عسكرى، ففى تمام الساعة الثانية وخمس دقائق ظهراً، حيث استطاعت طائراتنا ضرب مواقع العدو فى سيناء، وبدأ العبور العظيم، ولننظر للجندى المصرى وهو يعبر مانعاً مائياً صعباً ويصعد ساتراً ترابياً يصل لـ30 متراً ويحتل المواقع الحصينة وكذلك صيامه مع «الله أكبر»، ويستولى على خط بارليف الحصين فى 6 ساعات، وقد أغلقنا أنابيب النابالم فى القناة قبل الحرب بيوم واحد لأن العدو كان يعتقد أنه من المستحيل عبور القناة أو حتى المرور من وسط هذه الأنابيب القابلة للاشتعال، والساتر الترابى استخدمنا معه خراطيم ضغط المياه لعمل فتحات تسمح بمرور الجنود والدبابات ومد الجسور على الضفة الشرقية للقناة، وتم فى اليوم الاول تدمير مواقع البترول فى بلاعيم ثم أبورديس وشراتيب إلى ان حصلت الثغرة توجهنا جميعا إلى الإسماعيلية تحت قيادة البطل إبراهيم الرفاعى، ة قاتلنا العدو فى الإسماعيلية قتال قوى والبطل إبراهيم الرفاعى كان يقاتل فوق قاعدة صواريخ نقلت مع قواتنا اللى عبرت وهو معاه طقم ار بى جى وطقم ٥٧ وهو بيقاتل حدثت له اصابه قاتله يوم الجمعة وقت الاذان سقط الشهيد البطل إبراهيم الرفاعى نزلوه أسفل القاعدة اللى كنا بنقاتل حولها أخذته إلى مكتب مخابرات الإسماعيلية قائد المكتب العقيد مازن مشرف وابن خالته العقيد أحمد حلمى استلموه وكانت تعليمات اللواء فؤاد نصار ان أتولى القيادة بعده وأخدت التعليمات من قيادة الجيش اللواء عبدالمنعم خليل أن احتل امام المظلات فى جبل مريم وانتقمنا للشهيد ابراهيم الرفاعى دافعنا مع زملائنا من الصاعقة والمظلات عن مدينة الإسماعيلية واتجه العدو للسويس حتى تم ايقاف اطلاق النار يوم ٢٢ اكتوبر وحدثت بعد ذالك معركة السويس الرائعة يوم ٢٤ اكتوبر ثم اجتماع الكيلو ١٠١ ثم فك الاشتباك الأول والثانى وخطاب الرئيس أنور السادات عام ٧٧ ثم اتفاقية كامب ديفيد ثم اتفاقية السلام ثم بدأ تنفيذ الانسحاب على مراحل أ وب وج ود انا روحت بعد الحرب إلى جهاز الاتصال بالمنظمات الدولية واستلمنا أرضنا وان اشتركت فى إنشاء نقط الاتصال بينا وبين إسرائيل بكده اسلمنا أرضنا بالانتصار والمفاوضات والتحكيم الدولى الرئيس انور السادات رفع العلم على العريش والرئيس مبارك على رفح وعلى طابا تحيا مصر وجيشها وشعبها العظيم الوفى.

<ما التحديات التى تواجه الدولة هذه الأيام وبماذا توصى الشباب؟

<< هناك كثير من التحديات واجهت مصر، واستطاعت خلال السنوات الماضية ان تواجهها بكل بكل قوة وحزم وإرادة، بقيادة سياسية تعشق تراب مصر وهو الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى طور الجيش المصرى بما يشبه المعجزة، وكان أهم التحديات القضاء على الإرهاب اللعين سواء فى سيناء أو فى الداخل، والتنمية الشاملة سواء فى سيناء أو جميع محافظات ومدن مصر، وبدأ التنبيه وهو يحارب الإرهاب، واستطاع القضاء على العشوائيات التى كانت تهدد المجتمع المصرى، وكذلك دفع عجلة الاقتصاد رغم التحديات، والوقوف بقوة بجانب القضية الفلسطينية وإفشال مخطط التهجير فى سيناء، وأخيراً أقول لشبابنا اعملوا وجدوا واجتهدوا من أجل مصر وحافظوا على مكتسباتها وقفوا خلف جيشكم وقيادتكم وفقكم الله لما فيه خير مصر.