
[ad_1]
جدة – نرمين السيد – وجاء نص كلمة أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية على النحو التالى:
معالى السيد سامح شكرى
وزير خارجية جمهورية مصر العربية
رئيس الدورة العادية (159) لمجلس الجامعة على المستوى الوزارى
أصحاب السمو والمعالى الوزراء،
السيدات والسادة،
اسمحوا لى فى البداية أن أتقدم بالتهنئة لكم معالى الأخ الوزير، على تولى جمهورية مصر العربية رئاسة أعمال الدورة 159 للمجلس الوزارى متمنيا لكم كل التوفيق والنجاح.. كما أتقدم بالشكر لمعالى السيدة نجلاء المنقوش وزيرة خارجية دولة ليبيا على رئاستها للدورة 158 من أعمال المجلس، كما أتوجه بالتهنئة لمعالى السيد نبيل عمار وزير الشئون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج بالجمهورية التونسية الذى يشاركنا أعمال المجلس للمرة الأولى.
وأود أن اغتنم هذه المناسبة لكى أتقدم بتهنئة غالية ومستحقة للمرأة العربية… نحن اليوم نحتفل باليوم العالمى للمرأة كما اقرته الأمم المتحدة.. وهى مناسبة لكى نعبر جميعا عن اعتزازنا بالمرأة العربية وبدورها المحورى فى عملية التنمية فى كافة المواقع والمجالات. ولكى نجدد الالتزام بالاستمرار فى تعزيز أوضاع النساء فى المنطقة العربية والارتقاء بها، وضمان حصول المرأة على حقوقها كافة.
السيدات والسادة،
ينعقد مجلسنا اليوم وسط أجواء عالمية وإقليمية متوترة.. ليس من قبيل المبالغة أو التهويل القول بأن العالم يعيش أوضاعا لم يجربها منذ أربعة عقود.. فلأول مرة منذ سنوات طويلة يعود الحديث عن الحرب النووية كاحتمال وارد الحدوث.. لأول مرة منذ سنوات نرى المنافسة بين القوى الكبرى، وقد انتقلت إلى مرحلة الصراع.. بكل ما ينطوى عليه ذلك من تبعات يعانيها العالم بأسره وليس فقط أطراف المنافسة أو الصراع.
لقد جرب العالم من قبل صراعات القوى الكبرى، وما يصحبها من استقطاب حاد، وانقسام الدول إلى معسكرات وأحلاف.. غير أن عالمنا اليوم ليس هو عالم القرن العشرين؛ إذ تضخمت شبكة العلاقات والاعتماد المتبادل والتجارة البينية والاتصال بين الدول على نحو غير مسبوق.. كما ظهر عدد من القضايا التى لا يمكن علاجها أو التعامل معها سوى فى إطار متعدد الأطراف، وعبر عمل مشترك تنخرط فيه دول العالم كافة.. تلك هى القضايا الخطيرة التى تخص مستقبل الإنسانية بأسرها.. مثل التغير المناخى ونزع السلاح والأوبئة والتصدى للفقر وغيرها.
إن الدول النامية والأسواق الناشئة، ومن بينها الكثير من دولنا العربية، تعانى للأسف أكثر من غيرها فى مناخ عالمى كهذا.. فالتراجع الاقتصادى، وما يرتبط به من مظاهر التضخم والتقلب الخطير فى أسعار السلع الأساسية وبخاصة الغذائية، ينعكس ولا شك على الاستقرار الاجتماعى، ويضع صعوبات وتحديات مضاعفة أمام عمل الحكومات من أجل حماية الفئات الأضعف.
وفى تقديرى أن هذه التحديات المستجدة تفرض على دول المنطقة العربية إيلاء أهمية أكبر للتفكير الاستراتيجى فى التعامل مع الكوارث والأزمات والأوضاع الطارئة.. وقد رأينا جميعا ما سببته كارثة الزلزال الذى ضرب تركيا وسوريا قبل شهر من دمار هائل، وما خلفته من ضحايا نترحم عليهم جميعا وندعو الله أن ينزل سكينته على قلوب أهليهم.. وبرغم تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية من الدول العربية إلى أهلنا فى سوريا، وأيضا إلى تركيا.. وهو ليس بغريب على المروءة العربية ويعكس عمق رابطة الإخوة فى العروبة والتى تتجاوز أى خلاف سياسى.. أقول برغم تدفق هذه المساعدات، فإن الحاجة تشتد إلى آلية عربية جماعية للتعامل مع الكوارث.. بل إلى استراتيجية عملية للتعامل مع الأزمات الخطيرة ذات التأثير الممتد.
وتحضرنى فى هذا المقام الاستراتيجية العربية لتحقيق الأمن الغذائى.. والتى تبنتها قمة الجزائر فى نوفمبر من العام الماضى.. والتى تعالج أزمة خطيرة متفاقمة يعانى منها عدد من الدول العربية على أكثر من مستوى.
فهناك الصومال الذى ضربه الجفاف لأربع سنوات متوالية، وصار الملايين من سكانه من النازحين.. وهناك اليمن وسوريا اللذان يعيش قسم كبير من سكانهما على المعونات الغذائية.. وهناك أوضاع غذائية هشة فى دول عربية أخرى، كما أن ارتفاع أسعار الحبوب أدى إلى ضغوط إضافية على الدول المستوردة لها… وهذه الأوضاع تفرض علينا جميعا التعامل مع استراتيجية تحقيق الامن الغذائى العربى، لا باعتبارها ترفا وإنما ضرورة ملحة لمواجهة أوضاع تؤثر على استقرار المنطقة بأكملها.
السيد الرئيس،
إن حالة خفض التصعيد والتهدئة النسبية التى تشهدها النزاعات والأزمات الإقليمية، بدرجات متفاوتة، تمنحنا فرصة للعمل بجد من أجل مساعدة الدول فى التوصل إلى التسويات السياسية المطلوبة من أجل إنهاء الأزمات القائمة.. إن الحفاظ على سلامة التراب الوطنى والوحدة السياسية لهذه الدول العربية العزيزة علينا جميعا، من دون تدخلات فى شئونها أو تعد على سيادتها واستقلالها، هو هدف عربى نسعى إليه جميعا، ونعمل له، ونحض عليه.
السيد الرئيس،
تواجه القضية الفلسطينية تحديا خطيرا فى الفترة الأخيرة باعتلاء حكومة إسرائيلية يمينية سدة السلطة.. إنها حكومة يقوم برنامجها على الاستيطان لا السلام.. وعلى التوسع والضم وليس التسوية أو الحل.. ومن بين رموز هذه الحكومة من يجاهر علنا برفض حل الدولتين، بل وبتصفية الفلسطينيين وضم أراضيهم.
ولم يكن مستغربا على حكومة هذا هو برنامجها المعلن، وهؤلاء هم المعبرون عنها والناطقون باسمها، أن تتورط فى إشعال الموقف فى الأراضى المحتلة على نحو ما تابعنا جميعا خلال الفترة الماضية.. إن الحكومة الإسرائيلية تشجع ثقافة خطيرة من الإفلات من العقاب والاعتداء على الفلسطينيين بين مواطنيها.. وقد شاهد العالم كله جريمة إحراق المنازل والممتلكات التى مارسها مستوطنون أعماهم التطرف والكراهية فى “حوارة”… ورأينا هذا كله يجرى تحت سمع وبصر، بل وبحماية من الحكومة اليمينية.. فى طقس بغيض ووحشى يعود بنا إلى ممارسات العصور الوسطى.. وفى تجرد كامل من كل معانى القانون والإنسانية.
إننا جميعا نجد أنفسنا أمام تحد حقيقى لأن استمرار مثل هذه الممارسات يجر المنطقة كلها إلى هاوية من التطرف والعنف.. وأقول بكل صراحة إن على المجتمع الدولى، وكافة محبى وأنصار السلام فى العالم، الاضطلاع بمسئولياتهم نحو لجم السلوك المتطرف الذى تباشره حكومة الاحتلال التى لا تكتفى بتقويض أى فرصة لتطبيق حل الدولتين، عبر التوسع فى البناء الاستيطانى وشرعنة البؤر الاستيطانية وهدم البيوت.. وإنما تسعى أيضا إلى إشعال حرب دينية، وقودها التطرف والكراهية.
لقد اجتمع المؤتمر الدولى حول “القدس- صمود وتنمية” فى هذه القاعة يوم 12 فبراير الماضى.. بحضور عالى المستوى من القادة العرب، وكذا السادة الوزراء وكبار المسئولين.. كانت رسالة المؤتمر هى التضامن مع أهلنا الفلسطينيين الصامدين فى القدس.. وأشدد على أهمية أن يتحول هذا التضامن إلى برامج ملموسة للتنمية فى القدس الشرقية التى يريد الاحتلال إفراغها من سكانها عبر سياسة التهجير القسرى، وحصار الوجود الفلسطينى لتغيير الميزان الديموغرافى فى المدينة وتهويدها.
إن شهر رمضان المعظم على الأبواب.. وهو مناسبة للسلام والرحمة وذكر الله.. تتطلع فيه أفئدة المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها إلى أولى القبلتين وثالث الحرمين… ونشدد من هذا المنبر على أن إشعال الموقف فى القدس، وبالتحديد فى المسجد الأقصى والحرم الشريف، خلال شهر رمضان سيمثل عملا استفزازيا للمسلمين فى كل مكان.. وأن سعى عناصر متطرفة فى حكومة الاحتلال لتغيير الوضع القانونى والتاريخى فى البلدة القديمة.. وتخطيطهم لتحركات استعراضية لتسجيل المواقف لدى ناخبيهم.. لن يكون من شأنه سوى إلهاب المشاعر وتفجير الموقف وإشعال فتيل مواجهات دينية.
السيد الرئيس،
فى الختام أقول إن المنطقة العربية تواجه تحديات تقتضى منا جميعا العمل المتضافر وتنسيق المواقف.. ففى زمن الاستقطاب والمنافسات بين القوى الكبرى تكتسب التكتلات بين الدول قيمة أعلى، ووزنا أكبر.. وأظن أن التكتل العربى قادر بإمكانياته وقدرات دوله وثقلها فى العالم، على خلق مساحات للحركة والاستقلالية الاستراتيجية.. عبر مد الجسور مع الجميع والحفاظ على حرية الحركة والقرار.. وقد رأينا القمة العربية الصينية الأولى وهى تلتئم فى ديسمبر من العام الماضى فى الرياض، لتقدم نموذجا على العمل الجماعى مع كافة الأطراف الدولية، على أساس من المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، ومن دون أن يكون ذلك موجها ضد أى طرف، أو أن نسقط فى فخ الاستقطاب والأحلاف.
أتمنى لأعمال اجتماعنا كل النجاح والتوفيق.. شكرا لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عرضنا لكم زوارنا الكرام أهم التفاصيل عن خبر نص كلمة أحمد أبو الغيط خلال الجلسة الافتتاحية لمجلس الجامعة العربية على دوت الخليج فى هذا المقال ونتمى ان نكون قدمنا لكم كافة التفاصيل بشكل واضح وبمزيد من المصداقية والشفافية واذا اردتكم متابعة المزيد من اخبارنا يمكنكم الاشتراك معنا مجانا عن طريق نظام التنبيهات الخاص بنا على متصفحكم او عبر الانضمام الى القائمة البريدية ونحن نتشوف بامدادكم بكل ما هو جديد.
كما وجب علينا بان نذكر لكم بأن هذا المحتوى منشور بالفعل على موقع مبيدأ وربما قد قام فريق التحرير في دوت الخليج بالتاكد منه او التعديل علية اوالاقتباس منه او قد يكون تم نقله بالكامل ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
[ad_2]